إن مظهرنا الخارجي بشكل أو بآخر هو رسالة نوصلها للعالم
الخارجي حولنا وإن ما نرتديه يخبر من حولنا بالكثير عنا، فالأناقة ليست مجرد اتباع
الموضة أو اقتناء أكثر الملابس والاحذية عصرية، بل هي شيء أعمق وأكثر من ذلك.
الأناقة ليست شكل محدد من الألبسة ولا هي نمط
لباس معين ولا حتى أن نرتدي ملابس تشبه ملابس المشاهير، فجمال الملابس والأناقة
تختلف من مجتمع لآخر ومن بلد لآخر ومن ثقافة لثانية وإن ما نرتديه لمناسبة معينة
قد لا يكون لائقاً لمناسبة أخرى.
لذلك يجب أن نبدأ بمعرفة بعض العوامل التي تحدد
نوع اللباس الذي يجب أن نرتديه.
عوامل لاختيار الألبسة الخاصة بنا:
الهوية الشخصية:
إننا نختار وملابسنا مظهرنا بناء على صورتنا عن
أنفسنا وهذه الصورة تنعكس على ما نختاره، وهذا يشمل ما نعتقده نحن عن ذواتنا وربما
ذلك يتأثر بعدة أمور منها ما نحن عليه اليوم وما نطمح أن نكون عليه في المستقبل، مثلا
الرياضي ربما يختار أن يظهر بثياب معينة لأنها تعكس ما يحب وربما يرغب شاب يحب أن
يحترف كرة القدم أن يرتدي ثياب فريقه الخاص حباً بهذا الفريق ورغبة منه أن يخبر
الأخرين عن طموحاته وانتماءاته.
ثقافة والمجتمع:
إننا نتأثر بشكل كبير بالمجتمعات التي نعيش فيها وما
يكون لائقاً في مجتمع قد لا يكون لائقاً في مجتمع آخر وما يعبر عن الجمال والفخامة
في ثقافة معينة قد لا يكون كذلك في ثقافة أخرى.
التسويق والعلامة التجارية:
التسويق والعلامات التجارية تلعباً دوراً حاسماً
في قرارتنا نحو اختيار الألبسة التي نرتديها، فكثير من الناس يرتدي ألبسة وأحذية
وحقائب وساعات من علامات تجارية محددة نتيجة تأثيرات عديدة أهمها علامات التسويق
وهذا ما يصنع عند الناس الولاء لهذه العلامات مما يجعلهم يسارعون لشراء هذه البضائع
حتى لو كانت باهظة الثمن.
المستوى الاقتصادي:
إن المستوى الاقتصادي للأفراد يحدد في كثير من
الحالات المظهر الذي يخرج به، فقد يرغب شخص ما بالظهور بمظهر معين ولكن حالته
المادية لا تسمح له بشراء ما يريد نتيجة غلاء السلعة بالنسبة له.
المناسبة:
إننا نرتدي ملابس تناسب المناسبة التي نكون فيها،
فملابس العمل تختلف عن ملابس الاحتفال وما هو لائق في الفرح قد لا يكون لائق في
المواقف المحزنة.
لكن بالرغم من هذه العوامل التي بعضها خارجة عن
سيطرتنا إلا أن هناك نصائح لاختيار مظهرنا الخارجي، وهذه هي بعض النصائح لأفضل أناقة
شخصية.
أولاً: اعرف من تكون:
كن أنت، فكر من تكون وفكر في هويتك ومكانتك
الاجتماعية وعملك وأفكارك وقيمك وفكر في صفاتك الشخصية والجسدية وبعدها سيكون من
الأسهل عليك اختيار ما يليق بك.
ثانياً: البحث عن الراحة والثقة:
أن الهدف من الملابس هي جعلك تشعر بالراحة والثقة
ولهذا اختر ما يجعلك تشعر بالراحة والثقة ولا تختار ما يشعرك بالتوتر والقلق.
ثالثاً: اختر الألوان التي تناسبك:
الألوان مهمة جداً، عليك ومن خلال التجربة أولاً
واستشارة أصدقائك ثانياً عن الألوان التي تناسب بشرتك والتي تعطيك اشراقة واطلالة
مميزة.
رابعاً: ركز فيما تود أن تخبره لمن حولك:
مظهرنا هو رسالة نوصلها للناس حولنا والملابس تعطي
معلومات كثيرة عنا للناس، ربما يعرف البعض مهنتك أو مكانتك الاجتماعية أو ديانتك
أو ميولك السياسية من خلال ملابسك، مثلا عندما نرى شخص أو فتاة بإطلالة رسمية فإننا
نتوقع أن هذا الشخص يعمل في مهنة مرموقة أو عندما يضع أحدهم اكسسوار معين في يده
قد يدلنا على أحد معتقداته وآرائه الشخصية، لذلك يجب أن نركز فيما نخبره للناس
حولنا.
خامساً: ركز على الجودة:
اختر الثياب الأكثر جودة لأنها ستعكس مظهراً
رائعاً وستوفر عليك الكثير فهي ستدوم فترات طويلة معك.
سادساً: الإكسسوارات أيضاً مهمة:
ساعة اليد والحقيبة وحتى غطاء هاتفك وربما قبعتك
كلها تفاصيل مهمة وهي تتمة لأناقتك الشخصية.
سابعاً: لا يوجد نموذج واحد للأناقة، اصنع نموذجك.
لا يوجد نموذج واحد للأناقة ولكن لكل شخص أناقته
الخاصة لذلك اختر ما يليق بك وما يناسبك وما يحترم ثقافتك ومجتمعك وما يعبر عنك.
في النهاية الأناقة ليست مجردة الملابس التي نرتديها
ولا هي فخامة ساعة ولا نوعية حذاء، إنها مزيج من البساطة والجمال وإنها تبدأ من
النظافة الشخصية والعناية بالذات وثم اختيار الملابس الملائمة وأيضاً ما يعكس
الأناقة حقاً هو أخلاقنا في التعامل وطريقة التعامل برقي مع الآخرين باحترام، فما
نفع الملابس الجميلة إذا كانت أخلاقنا قبيحة.
لذلك كن جميلاً من الداخل أولاً.